تخريج حديث إذا توضأ العبد المسلم

حديث :إذا توضأ العبد المسلم" حديث أبي هريرة أخرجه مالك في "الموطأ" رواية يحيى بن يحيى (31)، وفي رواية أبي مصعب (75) ومن طريقه أخرجه أحمد (8020)، والدارمي (745)، ومسلم (32-244)، أخرجه الترمذي في"جامعه" (2) وابن خزيمة (4)، وأبو عوانة (669،670)، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (180)، وابن حبان (1040)، وأبو نعيم في"مستخرجه" (575)، وابن بشران في "أماليه" (1250)، والبيهقي في"شعب الإيمان" (2476)،وفي "السنن الكبير" (381)، وفي "السنن الصغير" (99) والبغوي في"شرح السنة" (150). من طرق عن مالك، عن سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ، أَوِ الْمُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا، وَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ. قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ , وَهُوَ حَدِيثُ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وقال الترمذي: وَفِي الْبَابِ عَنْ عُثْمَانَ، وَثَوْبَانَ، وَالصُّنَابِحِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، وَسَلْمَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو. وَالصُّنَابِحِيُّ هَذَا الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، لَيْسَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، رَحَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ، وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ. وَالصُّنَابِحُ بْنُ الأَعْسَرِ الأَحْمَسِيُّ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَالُ لَهُ: الصُّنَابِحِيُّ أَيْضًا، وَإِنَّمَا حَدِيثُهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ فَلاَ تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي. حديث الصنابحي أخرجه مالك في"الموطأ" (30) رواية يحيى، و (74) بروايةأبي مصعب ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ، فَتَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ وَإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ. فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ. فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ.» قَالَ: «ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ». وأخرجه أحمد (19068)، والنسائي في السنن الكبرى" (107)، وفي"المجتبى (103)، والحاكم في "المستدرك" (446)، والبيهقي في "السنن الكبير" (383)، وفي "شعب الإيمان" (2478) من طرق عن مالك، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ به. قال البيهقي في"السنن الكبير:" أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: يَرْوِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَالصُّنَابِحِيُّ صَاحِبُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ، وَالصُّنَابِحِيُّ صَاحِبُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ يُقَالُ لَهُ: الصُّنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ، كَذَا قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَزَعَمَ الْبُخَارِيُّ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَهِمَ فِي هَذَا، وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ لَمْ يسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَالصُّنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَال البيهقي: وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "التَّارِيخِ "مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ هَكَذَا، ثُمَّ قَالَ: وَتَابَعَهُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ، عَنْ زَيْدٍ. وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عَنْ مَالِكٍ، فَقَالَ: عَنِ الصُّنَابِحِيِّ أَبِي عَبْدِ اللهِ. وقال البخاري في"التاريخ الكبير" (5/322): وَقال عَبد اللهِ بْنُ مَسلَمة: عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيد، عَنْ عَطاء بْن يَسار، عَنْ عَبد اللهِ الصُّنابِحِيّ، عَنِ النَّبيِّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم؛ فِي الوضوء. وتابعه ابنُ أبي مريم، عن أبي غسان، عن زيد. يُوسف بْن مُوسَى، قَالَ: حدَّثنا إِسحاق بْن عِيسَى الطَّبّاع، أَخبرني مالك، عَنْ زَيد، عَنْ عَطاء، عَنِ الصُّنابِحِيّ أَبي عَبد اللهِ، قَالَ النَّبيُّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم: إِذا تَوَضَّأَ. وفي "العلل الكبير" للترمذي (1): قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ عَنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَتَمَضْمَضَ خَرَجْتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ» الْحَدِيثُ، فَقَالَ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ , فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ، وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ منِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهَذَا الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَالصُّنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ الْأَحْمَسِيُّ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَمْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: حَدِيثَيْنِ , حَدِيثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» , وَحَدِيثٌ آخَرُ حَدِيثُ الصَّدَقَةِ وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي بِصَحِيحٍ , رَوَاهُ مُجَالِدٌ , عَنْ قَيْسٍ , عَنِ الصُّنَابِحِ قَالَ أَبُو عِيسَى: وَإِنَّمَا قَالَ مُحَمَّدٌ: لَا يَصِحُّ حَدِيثُ مُجَالِدٍ لِأَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ رَوَاهُ عَنْ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ نَاقَةً مُسِنَّةً وَلَمْ يَذْكُرْ عَنِ الصُّنَابِح. حديث ثوبان: أخرجه ابن المبارك في الزهد (1640)، والطيالسي (1089)، وأحمد (22436)، والدارمي (22436)، وابن ماجه (277)، والروياني (616)، والحاكم (447،448،450)، والبيهقي في "الشعب" (2457)، وفي"القضاء والقدر" (297)، والبغوي في"شرح السنة" (155) من طرق عن عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ دِينِكُمُ الصَّلَاةُ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ». قال البغوي: هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَيُرْوَى مُتَّصِلا عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، وَثَوْبَانُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ لَا يُعْرَفُ لَهُ اسْمٌ. وقال الطيالسي: وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7019)، وفي"الصغير" (1011)، والحاكم (449)، والبيهقي في"الشعب" (2545) من طرق عن عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ به. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في"تعظيم قدر الصلاة" (170) من طريق جرير، والروياني في"مسنده" (614)، من طريق سفيان،كلاهما (جرير وسفيان) عن منصور، وسليمان الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد به. وبين علة هذا الحديث محمد بن نصر المروزي في " تعظيم قدر الصلاة" (171) فقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ. وهذا السند يبين أن سالم لم يسمعه من ثوبان. ففي مراسيل ابن أبي حاتم (285) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ ثَوْبَانَ، بَيْنَهُمَا مِعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ. وفي"المنتخب من العلل" (84) للخلال: من رواية مهنا، عن أحمد: سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ لَمْ يَلْقَ ثَوْبَانَ. قَالَ الدُّورِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعْ سَالِمٌ مِنْ ثَوْبَان. وفي العلل الكبير للترمذي (1/386): وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا قُلْتُ لَهُ: سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ سَمِعَ مِنَ أَبِي أُمَامَةَ؟ فَقَالَ: مَا أَرَى وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ ثَوْبَانَ . ثم أعله محمد بن نصر المروزي بعلة أخرى وهي الوقف على ثوبان (172) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سُفْيَانَ الْكُوفِيِّ، عَنْ نَفَرٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وهناك علة أخرى في هذا السند، وهي إبهام النفر الذين بين سفيان، وثوبان. وأخرجه الطبراني في"الصغير" (8)، وفي"مسند الشاميين" (1335) من طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا , وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ , وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ». وقال: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْحَكَمِ، إِلَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ , وَلَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، تَفَرَّدَ بِهِ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الطُّهَوِيُّ , وَلَيْسَ بِالْمَوْصِلِيِّ , وَالْمَشْهُورُ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ. ويقصد الطبراني: أن هذه الطريق غريبة غير محفوظة، وأن المحفوظ رواية مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ. وأما رواية أبي كبشة السلولي، عن ثوبان: فأخرجه أحمد (22433)، والدارمي (656) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (167) ، وابن شاهين في"الترغيب في فضائل الأعمال" (30)، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (792) ، وابن حبان (1037) ، والطبراني في "الكبير" (1444) وابن عبد البر في "التمهيد" 24/319 عن الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، أَنَّ أَبَا كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْمَلُوا، وخَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ ". قال ابن حبان: وخبر سالم بن أبي الجعد عن ثوبان خبر منقطع، فلذلك تنكبناه. وبَيَّنَ الطبراني في"مسند الشاميين" علة هذه الطريق، بإبهام الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأخرجه (217) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم . ولم يصرح باسم ثوبان في هذه الرواية. وهذه علة خفية لا يتنبه لها إلا إمام كبير مثل الطبراني رحمه الله . وأخرجه أحمد (22414) قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَقِيمُوا تُفْلِحُوا، وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " وَقَالَ عِصَامٌ: " وَلَا يُحَافِظُ ". والطبراني في "مسند الشاميين (1078) حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ به. وعبد الرحمن بن ميسرة -وهو الحضرمي أبو سلمة الحمصي- فقد روى له أبو داود وابن ماجه، قال علي بْن المديني: مجهول لم يرو عنه غير حريز بْن عثمان. وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العجلي: شامي، تابعي، ثقة. وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات". وَقَال أَبُو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. قلت:إلا أنه لم يسمع من ثوبان، فقد عدَّه ابن حجر في "التقريب" من الطبقة الرابعة، وهي طبقة من صغار التابعين جل روايتهم عن كبار التابعين. حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أخرجه ابن ماجه (278)، والطبراني في"المعجم الكبير" (14294،14295،14312)، والبيهقي في"شعب الإيمان" (2458،2546)، وأبو طاهر المخلص في"المخلصيات" (33) من طرق عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ» . قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. في إسناده ليث، قال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: «ليث بن أبي سليم ليس بذاك القوي . وقال أحمد كما في العلل رواية عبد الله: لَيْث بْن أَبِي سليم مُضْطَرب الحَدِيث وَلَكِن حدث عَنْهُ النَّاس .وقال أيضا: لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ . وَقَال عبد الله: سمعت أَبِي يَقُول: مَا رأيت يَحْيَى بْن سَعِيد أسوأ رأيًا في أحد منه في لَيْث، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم . وَقَال أيضا : سمعت عُثْمَان بْن أَبي شَيْبَة، قال: سألت جريرا عَنْ لَيْث، وعن عَطَاء بْن السَّائِب، وعن يَزِيد بْن أَبي زِيَاد، فَقَالَ: كَانَ يَزِيد أحسنهم استقامة في الحديث ثم عطاء، وكان لَيْث أكثر تخليطا. قال عَبد اللَّهِ: وسَأَلتُ أَبِي عَنْ هَذَا، فَقَالَ: أقول كما قال جرير. وَقَال أيضًا : قلت ليحيى بْن مَعِين: لَيْث بْن أَبي سُلَيْم أضعف من يَزِيد بْن أَبي زِيَاد، وعطاء بْن السَّائِب؟ قال: نعم. قال: وَقَال لي يَحْيَى مرة أخرى: لَيْث أضعف من يَزِيد بْن أَبي زِيَاد، ويزيد فوقه في الحديث. وَقَال مُعَاوِيَة بْن صَالِح، عَنْ يحيى بْن مَعِين: لَيْث بْن أَبي سُلَيْم ضعيف إِلا أَنَّهُ يكتب حديثه. وَقَال إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهري: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مَعِين، عن يَحْيَى بْن سَعِيد الْقَطَّان أَنَّهُ كَانَ لا يحدث عَنْ لَيْث بْن أَبي سُلَيْم. وقال عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الفلاس: كَانَ يَحْيَى القطان لَا يُحَدِّثُ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ . وَقَال أَبُو مَعْمَر القَطِيعِيّ: كان ابن عُيَيْنَة يضعف لَيْث بْن أَبي سُلَيْم . وَقَال علي بْن مُحَمَّد الطنافسي: سألت وكيعًا عَنْ حديث من حديث لَيْث بْن أَبي سُلَيْم، فَقَالَ: لَيْث ليث، كَانَ سُفْيَان لا يسمي ليثًا. وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: ليث لا يشتغل به ،هو مضطرب الحديث" . وقال أبو زرعة : "لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث". وقال البخاري: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ صَدُوقٌ، إِلَّا أَنَّهُ يَغَلَطُ. وَقَال عَبد المَلِك بْن عبد الحميد الميموني: سمعت يَحْيَى ذكر لَيْث بن أَبي سُلَيْم، فقال: ضعيف الحديث عن طاووس، فإذا جمع طاووس وغيره، فالزيادة هُوَ ضعيف. وَقَال أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمان الرُّهَاوِيُّ، عَنْ مؤمل بْن الْفَضْل: قلنا لعيسى بْن يونس: لم لم تسمع من لَيْث بْن أَبي سُلَيْم؟ قال: قد رأيته وكان قد اختلط، وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن. وقال ابن القيسراني في"تذكرة الحفاظ" (1/120): وَلَيْثٌ ضَعِيفٌ، تَرَكَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. حديث عمرو بن عبسة: أخرجه أحمد (17019)، ومسلم (294-832)، وأبو عوانة (1/386-387)، والبيهقي في"السنن الكبير" (1/81)،و (2/454-455)، و (6/369) من طريق عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - قَالَ عِكْرِمَةُ، وَلَقِيَ شَدَّادٌ أَبَا أُمَامَةَ، وَوَاثِلَةَ، وَصَحِبَ أَنَسًا إِلَى الشَّامِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَضْلًا وَخَيْرًا - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ: كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ، فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفِيًا جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: "أَنَا نَبِيٌّ"، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: "أَرْسَلَنِي اللهُ"، فَقُلْتُ: وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ، قَالَ: "أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ"، قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: "حُرٌّ، وَعَبْدٌ"، قَالَ: وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ، فَقُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ، قَالَ: "إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، أَلَا تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِي"، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي وَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَكُنْتُ فِي أَهْلِي فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ، وَأَسْأَلُ النَّاسَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ؟ فَقَالُوا النَّاسُ: إِلَيْهِ سِرَاعٌ وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: "نَعَمْ، أَنْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي بِمَكَّةَ"، قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى , فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللهُ وَأَجْهَلُهُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ: "صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ" قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ فَالْوُضُوءَ حَدِّثْنِي عَنْهُ، قَالَ: "مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ، وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ، وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ، إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ، إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ، إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". فَحَدَّثَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا أُمَامَةَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ: "يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ، انْظُرْ مَا تَقُولُ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ"، فَقَالَ عَمْرٌو: "يَا أَبَا أُمَامَةَ، لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي حَاجَةٌ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ وَلَا عَلَى رَسُولِ اللهِ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَبَدًا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ" . وأخرجه النسائي (147) من طريق اللَّيْثِ - هُوَ ابْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ وَأَبُو طَلْحَةَ نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ قَالُوا: سَمِعْنَا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ يَقُولُ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الْوُضُوءُ؟ قَالَ: "أَمَّا الْوُضُوءُ فَإِنَّكَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ كَفَّيْكَ، فَأَنْقَيْتَهُمَا خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ بَيْنِ أَظْفَارِكَ وَأَنَامِلِكَ، فَإِذَا مَضْمَضْتَ وَاسْتَنْشَقْتَ مَنْخِرَيْكَ وَغَسَلْتَ وَجْهَكَ وَيَدَيْكَ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَمَسَحْتَ رَأْسَكَ وَغَسَلْتَ رِجْلَيْكَ إِلَى الْكَعْبَيْنِ اغْتَسَلْتَ مِنْ عَامَّةِ خَطَايَاكَ، فَإِنْ أَنْتَ وَضَعْتَ وَجْهَكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَرَجْتَ مِنْ خَطَايَاكَ كَيَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ". قَالَ أَبُو أُمَامَةَ فَقُلْتُ: يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ انْظُرْ مَا تَقُولُ أَكُلُّ هَذَا يُعْطَى فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَدَنَا أَجَلِي وَمَا بِي مِنْ فَقْرٍ فَأَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وأخرجه أحمد (17026) مطولا، وابن ماجه (283) مختصرًا على ذكر فضل الوضوء،عن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ به. قلت: يزيد بن طلق مجهول، وعبد الرحمن ابن البيلماني ضعيف. وأخرجه أحمد (17021) قال: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَتَيْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يَتَفَلَّى فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْمُسْلِمُ ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ " قَالَ: فَجَاءَ أَبُو ظَبْيَةَ، وَهُوَ يُحَدِّثُنَا، فَقَالَ: مَاحَدَّثَكُمْ؟ فَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي حَدَّثَنَا، قَالَ: فَقَالَ: أَجَلْ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ - ذَكَرَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَادَ فِيهِ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ ثُمَّ يَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَذْكُرُ وَيَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا آتَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ ". وفي إسناده: شهر بن حوشب، قَال إبراهيم بْن يعقوب الجوزجاني : أحاديثه لا تشبه حديث الناس: عَمْرو بْن خارجة: كنت آخذا بزمام ناقة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. أسماء بنت يزيد: كنت أخذه بزمام ناقة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، كأنه مولع بزمام ناقة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وحديثه دال عليه فلا ينبغي ان يغتر به وبروايته. وَقَال مُوسَى بْن هارون: ضعيف. وَقَال النَّسَائي: ليس بالقوي. وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: سمعت علي ابن المديني، وقيل له: ترضى حديث شهر بْن حوشب؟ فقال: أنا أحدث عنه. قال: وكَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي يحدث عنه. قال: وأنا لا ادع حديث الرجل إلا أن يجتمعا عليه يحيى وعَبْد الرحمن، يعني على تركه، قال: وسمعت علي ابن المديني يقول: كَانَ يحيى بْن سَعِيد لا يحدث عَنْ شهر. . وَقَال حرب بْن إسماعيل الكرماني ، عَن أحمد بْن حنبل: ما أحسن حديثه، ووثقه، وهو شامي من أهل حمص، وأظنه قال: هو كندي، وروى عن اسماء بنت يزيد أحاديث حسانا. وَقَال أبو طالب ، عَن أحمد بْن حنبل: عبد الحميد بْن بهرام أحاديثه مقاربة هي أحاديث شهر كَانَ يحفظها كأنه يقرأ سورة من القران، وإنما هي سبعون حديثا، وهي طوال فيها حروف ينبغي أن تضبط ولكن يقطعونها. وَقَال حنبل بْن إسحاق، عَن أحمد بْن حنبل: ليس بِهِ بأس. وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي: بلغني أن أَحْمَد بْن حنبل كَانَ يثني على شهر بْن حوشب. وَقَال التِّرْمِذِيّ: قال أَحْمَد بْن حنبل: لا بأس بحديث عبد الحميد بْن بهرام عَنْ شهر بْن حوشب. وَقَال التِّرْمِذِيّ أيضا ، عَنِ البخاري: شهر حسن الحديث. وقوى أمره، وَقَال: إنما تكلم فيه ابْن عون، ثم روى عن هلال بْن أَبي زينب عنه. وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي خَيْثَمَة، ومعاوية بْن صَالِح عَنْ يحيى بن مَعِين: ثقة. وَقَال عَبد اللَّهِ بْن شعيب الصابوني، وعباس الدوري ، والمفضل بْن غسان الغلابي عَن يحيى بْن مَعِين: ثبت. وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العجلي: شامي، تابعي، ثقة. وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: ثقة. على أن بعضهم قد طعن فيه. وَقَال يعقوب بن سفيان: وشهر وإن قال ابن عون: إن شهرًا نزكوه، فهو ثقة. وَقَال الْحُسَيْن بْن إدريس الهروي: أخبرنا مُحَمَّد بْن عَبد الله بْن عمار وسألته عَنْ شهر بْن حوشب، فقال: روى عنه الناس وما أعلم أحدًا قال فيه غير شعبة. قلت: يكون حديثه حجة؟ قال: لا. وَقَال أَبُو زُرْعَة: لا بأس به، ولم يلق عَمْرو بْن عبسة. وَقَال أَبُو حاتم: شهر أحب إلي من أبي هارون وبشر بن حرب وليس بدون أبي الزبير، ولا يحتج به. وَقَال صالح بْن مُحَمَّد البغدادي: شهر بْن حوشب شامي قدم العراق على الحجاج بْن يوسف، روى عنه الناس من أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل الشام، ولم يوقف عنه على كذب. وكَانَ رجلا يتنسك إلا أنه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها أحد . وأخرجه النسائي في"السنن الكبرى" ( 176)، وفي" المجتبى" (147) قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ - هُوَ ابْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ وَأَبُو طَلْحَةَ نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ قَالُوا: سَمِعْنَا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ يَقُولُ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الْوُضُوءُ؟ قَالَ: «أَمَّا الْوُضُوءُ فَإِنَّكَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ كَفَّيْكَ، فَأَنْقَيْتَهُمَا خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ بَيْنِ أَظْفَارِكَ وَأَنَامِلِكَ، فَإِذَا مَضْمَضْتَ وَاسْتَنْشَقْتَ مَنْخِرَيْكَ وَغَسَلْتَ وَجْهَكَ وَيَدَيْكَ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَمَسَحْتَ رَأْسَكَ وَغَسَلْتَ رِجْلَيْكَ إِلَى الْكَعْبَيْنِ اغْتَسَلْتَ مِنْ عَامَّةِ خَطَايَاكَ، فَإِنْ أَنْتَ وَضَعْتَ وَجْهَكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَرَجْتَ مِنْ خَطَايَاكَ كَيَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ». قَالَ أَبُو أُمَامَةَ فَقُلْتُ: يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ انْظُرْ مَا تَقُولُ أَكُلُّ هَذَا يُعْطَى فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَدَنَا أَجَلِي وَمَا بِي مِنْ فَقْرٍ فَأَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار" ( 185) من طريق ابن وهب، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ بسنده سواء. قلت:في إسناده مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ بن حدير الحضرمي قال أَبُو طالب، عَن أَحْمَد بْن حنبل: خرج من حمص قديما وكان ثقة. وَقَال جعفر بْن أَبي عثمان الطيالسي عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة. وَقَال عَباس الدُّورِيُّ، وأبو بكر بْن أَبي خيثمة، عَن يحيى بن مَعِين: كان يحيى بْن سَعِيد لا يرضاه. وَقَال عباس، عَن يحيى فِي موضع آخر: ليس برضى. وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي خيثمة، عَن يحيى فِي موضع آخر: صالح. وَقَال صالح بْن أَحْمَدَ بْن حنبل عن علي بْن المديني: سألت يحيى بْن سَعِيد عنه، فقال: ما كنا نأخذ عنه ذلك الزمان ولا حرفًا. وقَال البُخارِيُّ، وأبو حاتم، عن علي بْن المديني: كَانَ عَبْد الرحمن بْن مهدي يوثقه. وَقَال أَبُو صالح الفراء: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق يعني الفزاري يومًا بحديث، عَن معاوية بْن صالح ثم قال أَبُو إسحاق: ما كَانَ بأهل أن يروى عنه. وَقَال العجلي، والنَّسَائي: ثقة. وَقَال أَبُو زُرْعَة: ثقة محدث. وَقَال أبو حاتم: صالح الحديث، حسن الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. وَقَال مُحَمَّد بْن سعد: كَانَ بالأندلس قاضيا لهم، وكان ثقة كثير الحديث، حج من دهره حجة واحدة، ومر بالمدينة فلقيه من لقيه من أهل العراق. ومن مفاريده: ليشربن ناس الخمر يسمونها بغير اسمها. وحديث: اجلس فقد آذيت وأنيت. وهو ممن احتج به مسلم دون البخاري. وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عدي : حُدِّثتُ عَن حميد بْن زنجويه قال: قُلْتُ لعلي بْن المديني: إنك تطلب الغرائب فائت عَبد اللَّهِ بْن صالح، واكتب كتاب معاوية بْن صالح، تستفيد مئتي حديث. وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة السدوسي: قد حمل الناس عنه ومنهم من يرى أنه وسط، ليس بالثبت ولا بالضعيف ،ومنهم من يضعفه. وَقَال ابْن خراش: صدوق. وَقَال مُحَمَّد بْن عَبد الله بْن عمار الموصلي: الناس يروون عنه، وزعموا أنه لم يكن يدري أي شيء الحديث. وَقَال الليث بْن عبدة: قال يحيى بن مَعِين: كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بْن صالح زبره يحيى بْن سَعِيد وَقَال: أيش هَذِهِ الأحاديث، وكان ابْن مهدي لا يبالي عَن من روى، ويحيى ثقة في حديثه. وَقَال أبو أحمد بْن عدي : ولمعاوية بْن صالح حديث صالح، عن ابْن وهب عنه كتاب، وعند أَبِي صالح عنه كتاب، وعند ابن مهدي، ومَعْن عنه أحاديث عداد، وحدث عنه الليث وبشر بْن السري وثقات الناس، وما أرى بحديثه بأسًا وهو عندي صدوق، إلا أنه يقع في أحاديثه إفرادات. وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات" . وأخرجه ابن خزيمة (260)، والبيهقي في"السنن الصغير"925) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ به. وقال البيهقي: وَهَذَا أَيْضًا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ فِيهِ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ قَبْلَ غَسْلِ الْوَجْهِ . وأخرجه أحمد (17019)، والسراج في"مسنده" (2279)، ومن طريقه البغوي في"شرح السنة" (777)، وأبو عوانة في"مستخرجه" (668،1146) وابن خزيمة (165)، والحاكم (4420)، والبيهقي في"السنن الصغير" (102)، وأبو نعيم في"مستخرجه" (1877) من طرق عن عِكْرِمَةَ يَعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ - صَاحِبَ الْعَقْلِ عَقْلِ الصَّدَقَةِ -، رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبُعُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَلَا أَرَى الْأَوْثَانَ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنْ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارَ مَكَّةَ وَيُحَدِّثُ أَحَادِيثَ، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفٍ، وَإِذَا قَوْمُهُ عَلَيْهِ جُرَآءُ، فَتَلَطَّفْتُ لَهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: " أَنَا نَبِيُّ اللهِ "، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيُّ اللهِ؟ قَالَ: " رَسُولُ اللهِ "، قَالَ: قُلْتُ: آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: " بِأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ وَلَا يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ "، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ، أَوْ عَبْدٌ وَحُرٌّ " وَإِذَا مَعَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَبِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، قُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ، قَالَ: " إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، وَلَكِنْ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَالْحَقْ بِي "، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي وَقَدْ أَسْلَمْتُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ حَتَّى جَاءَ رَكَبَةٌ مِنْ يَثْرِبَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الْمَكِّيُّ الَّذِي أَتَاكُمْ؟قَالُوا: أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَتَرَكْنَا النَّاسَ سِرَاعًا، قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَلَسْتَ أَنْتَ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ وَأَجْهَلُ، قَالَ: " إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، فَلَا تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ حِينَ تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ " قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَقْرَبُ وَضُوءَهُ ثُمَّ يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ وَيَنْتَثِرُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ فَمِهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ حِينَ يَنْتَثِرُ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مع الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعَرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا قَدَمَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ، انْظُرْ مَا تَقُولُ، أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَيُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ كُلَّهُ فِي مَقَامِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: " يَا أَبَا أُمَامَةَ، لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٍ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى رَسُولِهِ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، لَقَدْ سَمِعْتُهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ " . هذا لفظ أحمد في المسند. وفي العلل لأحمد رواية عبد الله (733) قال أحمد: عِكْرِمَة بن عمار مُضْطَرب عَن غير إياس بن سَلمَة، وَكَأن حَدِيثه عَن إياس بن سَلمَة صَالح.. وأخرجه ابنُ سعد في"الطبقات الكبر" (4/217-218 )من طريق الحجاج بن صفوان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة، بنحوه. وشهر بن حوشب لم يسمع من عمرو بن عبسة كما قال أبو حاتم في المراسيل. وأخرجه عبد الرزاق (154) ، وعته عبد بن حميد (302)، والحاكم 1 (/131-132) من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة، به مطولاً، وفيه ذكر فضل الوضوء دون ذكر أوقات الصلاة. وأبو قلابة لم يسمع من عمرو بن عبسة. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1320) ، والحاكم 1 (/131) من طريق أيوب بن موسى، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عمرو ابن عبسة مختصًرا في ذكر فضل الوضوء فحسب. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرطهما، ولم يخرجاه، وأبو عبيد تابعي قديم لا يُنكر سماعه من عمرو بن عبسة. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1847) من طريق لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن عمرو بن عَبَسَة، به مطولا. حديث عثمان بن عفان: أخرجه البخاري (159)، ومسلم (4-226) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ، فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ، فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مِرَارٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ إِلَى الكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». وأخرجه مسلم (3-226) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ، مَوْلَى عُثْمَانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وأخرجه البخاري (160) من طريق إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ، وَلَكِنْ عُرْوَةُ، يُحَدِّثُ عَنْ حُمْرَانَ، فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانُ قَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا لَوْلاَ آيَةٌ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ يُحْسِنُ وُضُوءَهُ، وَيُصَلِّي الصَّلاَةَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاَةِ حَتَّى يُصَلِّيَهَا» قَالَ عُرْوَةُ: " الآيَةَ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ} [البقرة: 159] ". وأخرجه البخاري (164) قال: حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حُمْرَانَ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا وَيَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلاَثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، وَقَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». حديث سلمان: أخرجه الطيالسي (652)، وأحمد (23707)، وأبو عبيد في"الطهور" (11)، وابن أبي شيبة في"مسنده" (456)، وفي "المصنف" (52)، والدارمي (746)، والطبراني في"الكبير" (6151)، ومحمد بن نصر المروزي في"تعظيم قدر الصلاة" (83)، وابن شاهين في" الترغيب في فضائل الأعمال" (37)، عن حماد بن سلمة، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ، أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا؟ قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا فَعَلَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا، فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ فَقَالَ: " يَا سَلْمَانُ: أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا؟ " قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ، كَمَا يَتَحَاتُّ هَذَا الْوَرَقُ "، وَقَالَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (6152) من طريق يونس بن عبيد، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: صَلَّى بِنَا سَلْمَانُ صَلَاةً، ثُمَّ قَامَ إِلَى غُصْنِ شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَحَرَّكَهَا فَتَحَاتَّ وَرَقُهَا، ثُمَّ ذكر الحديث. قلت: وعلي بن زيد هو ابن جدعان، وهو ضعيف. وأخرجه البيهقي في"شعب الإيمان" (2482) قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حدثنا صَالِحٌ أَبُو عمرو الْبَزَّارُ، حدثنا يُونُسُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ سَلْمَانَ غَزْوَةً فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، " دَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ تَنَاوَلَ شَجَرَةً فَحَرَّكَهَا فَتَحَاتَّ وَرَقُهَا "، فَقَالَ: سَلُونِي لِمَ فَعَلْتُ هَذَا؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَعَلَ مِثْلَ هَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ تَحَاتُّ عَنْهُ ذُنُوبُهُ كَمَا تَحَاتَّ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ". قلت: ويونس هو ابن عبيد العبدي: ثقة ثبت، إلا أن هذا الإسناد سقط منه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف كما ذكرنا. ومحمد بن غالب قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يخطِئ. و قال ابن المنادى: كتب عنه الناس، ثم رغب أكثرهم عنه لخصال شنيعة في الحديث وغيره.. وأخرجه البزار (2508) قال: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ أَشْعَثَ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ هَذَا الْوَرِقُ» ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].

تعليقات

المشاركات الشائعة